الخميس، 23 مارس 2017

●مملكة علوة النوبية المسيحية :


●مملكة علوة النوبية المسيحية :
.وتبدأ حدودها بنهاية حدود مملكة مقرة النوبة المذكورة من الجنوب وتمتد حتي أعالي النيل وعاصمتها سوبا الي الجنوب قليلا من مدينة الخرطوم الحالية وبالرغم من أن هذه المدينة قد ذكر اسمها في معاهدة البقط المذكورة الا انها لم تكن لها علاقة مباشرة مع العرب المسلمين الذين طرقوا ارض مملكة مقرة.ويرجع ذلك الي بعدها وان ورد قليل من أخبارها في العصر الفاطمي في مصر حتي كان سقوطها في ايدي الفونج منذ عام 1504 والذين قاموا علي انقاضها مملكتهم التي عرفت بمملكة الفونج الإسلامية
مملكة بني الكنز الإسلامية :
 ظهرت هذه المملكة عقب سقوط مملكة مقرة النوبة المسيحية في دنقلة نتيجة سوء العلاقات بينها وبين المماليك في مصر منذ عهد ملك النوبة داوود الأول (1272-1273م) الذي منع أداء البقط أو النبط المقرر علي النوبة بل قام بغزو مصر من الجنوب مما دفع المماليك الي القيام بحملات عسكرية متكررة لردع ملوك النوبة حيث تم خلالها عزل أكثر من ملك نوبي واستبدالة بملك نوبي آخر طبقا للسياسة المملوكية في مصر حتي كان عهد الملك النوبي كرنبس (1312 -1317) وهو آخر ملوك النوبة المسيحية الذي تم عزلة وتنصيب ابن اختة المسلم المدعو شجاع الدين بن نصرالدين بن فخر الدين الذي ينتمي الي بني الكنز.وكان الأخيرون (بنو الكنز) قد اقاموا مشيخة أو امارة إسلامية داخل مملكة النوبة المسيحية متخذين وادي العلاقي في النوبة السفلي علي مسافة 110 ميلا جنوبا من اسوان مقرا لحكمهم وذلك منذ العصر الفاطمي في مصر (358هـ-969 م) وازدهرت امارتهم في تلك المنطقة نتيجة استغلالهم مناجم ذهب النوبة الي ان جاء صلاح الدين الايوبى الي مصر في عام (567هـ-1171م) وشتت شملهم نتيجة وقوفهم الي جانب الفاطميين في صراعهم ضد الايوبيين مما جعل بني الكنز ان يتوغلوا جنوبا الي قلب العاصمة النوبية دنقلة كما كان اشتراك هؤلاء الكنوز في الحملات المملوكية المتكررة علي النوبة كما سبق الذكر (كأولاء) بمسالك النوبة ودروبها مما ثبت اقدامهم في العاصمة النوبية حيث تصاهروا عن طريق التزاوج مع وجوه النوبة وخاصة مع الاسرة المالكة النوبية مما جعلهم يرثوا العرش النوبي ولاسيما ان نظام الارث في النوبة كان يعطي الحق لابن البنت وابن الاخت ان يرث جدة أو خالة دون ولد صلب.كما كان المولود ينتسب الي امه وليس الي ابيه.
منذ عزل ملك النوبة المسيحي كرنبس وتعيين ملك كنزي مسلم في عام (717هـ -1317م) علي العرش النوبي بدأت النوبة تتحول الي الإسلام من الناحية الرسمية ،وتعاقب علي عرشها ملوك مسلمون من بني الكنز حتي كان العصر العثماني في مصر منذ عام 1517م وبذلك تكون دولة الكنوز العربية الإسلامية عاشت مائتي عام بالتمام (1317-1517م) وان كانت قد عمت خلالها الفوضي نتيجة النزاعات القبلية من جراء نزوح العديد من القبائل العربية المختلفة الي النوبة لمشاركة بنى الكنز في ملكهم فضلا عن الاطماع الخارجية لامتلاك بلاد النوبة. منها اطماع العثمانيين من الشمال واطماع الفونج بجبال النوبة من الجنوب وبذلك وقعت النوبة بين فكي كماشة كما يتضح مما يأتي
النوبة والاتراك :
كان ضم مصر إلي الدولة العثمانية سنة 15177م بقيادة السلطان سليم الأول بعد تغلبة علي الدولة المملوكية التي كانت تحكم مصر إيذاناً بضم بلاد النوبة الي ممتلكات مصر العثمانية. وكان السلطان سليم الأول قد تنبه بمجرد ان وطأت اقدامة ارض مصر ان هناك منافسا آخر في ارض النوبة العليا يطمع هو الاخر في ضم بقية بلاد النوبة الي ممتلكاتة الا وهو الملك عمارة دونقس ملك مملكة الفونج الإسلامية الذي اقام دولته في النوبة العليا على انقاض مملكة علوة المسيحية منذ عام 1504م واتخذ عاصمته في مدينة سنار جنوباً من مدينة الخرطوم الحالية قليلاً.
ارسل السلطان سليم الأول جنوده البشناق (وهو تحريف للفظ البوسنة بالتركية) الي بلاد النوبة في عام 1520 م لحماية حدودها الجنوبية وفي نفس الوقت كان جنود عمارة دونقس ملك الفونج متجهين شمالا لضم بقية بلاد النوبة الشمالية .والتقي الجيشان في بلدة تعرف باسم حنك في اقصي جنوب بلاد المحس قرب الشلال الثالث حيث وقعت معارك دامية بين الجيشين وانتهت بانتصار العثمانيين علي الفونج واقيمت بينهم معاهدة صلح أصبحت بموجبها مدينة حنك فاصلا بين النوبة العثمانية والنوبة الفونجية .
منذ ذلك الحين أصبحت أحوال بلاد النوبة قائمة علي هامش التاريخ.اي ليس هناك تغيرات سياسية تذكر سوي صراعات قبلية بين العناصر النوبية الاصلية و للعناصر الداخلية المتمثلة في جنود العثمانيين البشناق وهم من البوسنة والهرسك الذين عرفوا فيما بعد بالكشاف.والاخرين كانوا يعتمدون علي السلطة العثمانية لكونهم جباة الضرائب من النوبة لحساب السلطان العثماني وقد كانوا يستخدمون القسوة أحيانا في هذاالشأن.
أما في النوبة العليا (الفونجية) حيث كان الصراع علي اشدة بين اهل البلاد الاصليين الممثلة في بقايا كنوز دنقلة وهم بقايا ملوك عرب النوبة من جهة والقبائل العربية النازحة الي هناك والمتمثلة في العبدلاب وغيرهم من جهه أخرى وقد نتج عنها قيام مشيخات إسلامية عديدة مثل :
1-مشيخة العبدلاب الذين تحالفوا في أول الامر مع الفونج
2-مجموعة الجعليين
3-مجموعة الشايقية
4-مجموعة الركابية
 الذين انتشروا في أقاليم النوبة العليا بعد سقوط مملكتي النوبة المذكورتين.
وهكذا ظلت بلاد النوبة علي هذه الحال الي ان جاء محمد علي باشا علي حكم مصر في عام 1805م وشرع في فتح بلاد النوبة العليا في عام 1821م التي اطلق عليها (بلاد السودان) في سجلات محمد علي وخلفائه وبذلك تكون جمهورية السودان الحالية جزء من بلاد النوبة القديمة بل وهي النوبة العليا واسم السودان هو اسم مستحدث في عصر محمد علي باشا.وظهرت شخصيتها كدولة ذات كيان مشتعل منذ الاحتلال البريطاني لمصر في عام 1882م عقب موقعة التل الكبير وتبع ذلك احتلال السودان أيضا باعتبارة تابعا لمصر منذ الفتح المصري له علي يد محمد علي باشا كما اسلفنا الذكر.
 وقد عمل الإنجليز علي فصال السودان عن مصر بعد هزيمة حملة دراويش السودان من الإنجليز في موقعة توشكي في 3/8/1889 وتم لهم استرداد السودان مرة اخري في عام 1899م حيث وضعوا الحدود الفاصلة بين الدولتين (مصر والسودان) عند خط 22ْ شمالا والذي يقع بين قريتى ادندان وفرس النوبيين وبذلك أصبحت مدينة فرس سودانية وقرية ادندان مصرية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق